أحاول جاهدة أن أكون من أولئك الذين يوقدون الشموع !
لكني أجد نفسي رغما عني ألعن الظلام.. وألعن الظلام.. وأزيد في اللعن !!
لقد أطال البقاء.. واشتقت أنا للنور.. ولوطن النهار!!!

صباح الحب.. مساء الروعة

حريق العيون !


جلود تحترق تئن، أصوات تتعالى تتوعد، وحبل مشنقة يتدلى بانتظار (زوجة وأم) في الثالثة والعشرين.!

ماذا بعد النطق بالحكم؟ وماذا بعد القصاص..؟
هل ترتاح الأفئدة وتستكين الأرواح؟ هل نعود نزاول الحياة كما كنا؟ وهل هي كفيلة أيامنا المقبلة بطي الحدث ذاكرة النسيان؟ لا أظن..!!
هل نبدأ رحلة الندم وتأنيب الضمير؟ هل نستشعر مسئوليتنا تجاه ما حدث و ما قد يحدث؟ وهل نتعظ ؟ ربما..!!
هل ننتظر أن تحيطنا ألسنة النيران في دارنا حتى نقر بوجود المشكلة؟ نعم..! وهل يفيد ساعتها الندم؟!


أي ربيع يشهده "أسرى العيون"..؟!


فرح في ربيعها السابع عشر، أسيرة الحدث، رؤيتها لوالدتها تحترق بينما تدفعها لتنجو.. أفقدها النطق..!
سارة في ربيعها العشرين، أسيرة الأمس، لا تصدق أنها فقدت ثلاث شقيقات في آن واحد.. حتى اللحظة..!
أحمد في ربيعه التاسع، أسير الصدمة، لا يزال يجلس في نفس المكان الذي انزل أمه فيه.. بانتظار أن تعود.!
أبو نوف في عامه الخمسين أسير القدر، فقد زوجته وابنته الوحيدة في يوم واحد.. وفقد بصره..!


لمن نشير بأصابع الاتهام..؟!


لا يكفي أن نأخذ بالقصاص من المتهمة الزوجة. ولا يكفي أن نزج بالمتهم الزوج بداخل السجن. وأصابع الاتهام لا تقبل أن تقف عندهما فقط.
هناك أيادي خفية كانت السبب الرئيس في إشعال نار الحقد. وهناك من كان يستمتع بالعبث في عقل الزوجة الغيور، وهناك من سهل الطريق للانتقام..!
لو لم يكن الحدث بهذا الحجم، ولو تمكن أهل الدار من إطفاء النار قبل أن تلتهم الخيمة بزائريها، لما تمكن الجميع من رؤية الكارثة بوضوح..! أليس كذلك..؟!


سمعت أحدهم يقول مستنكرا ردة فعل الزوجة: ليس الزوج بأول من يتزوج للمرة الثانية، وهناك من تزوج ثلاث وأربع..


- نعم ليس بأول ولا بآخر رجل أيضا، ولكن هل تعي مقدار الألم والمعاناة التي تقاسيهم الزوجة..؟!


زيجات كثيرة تسبب الأهل والمقربون في دمارها..! وبيوت كثيرة كان للسحر وللسحرة يد في خرابها..!  وقلوب كثيرة تنزف دما من جراح محب..!  لكن أصابع الاتهام لن تقف عند المتهمين الزوج والزوجة فقط..!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق