أحاول جاهدة أن أكون من أولئك الذين يوقدون الشموع !
لكني أجد نفسي رغما عني ألعن الظلام.. وألعن الظلام.. وأزيد في اللعن !!
لقد أطال البقاء.. واشتقت أنا للنور.. ولوطن النهار!!!

صباح الحب.. مساء الروعة

حديثــ في الحبــ ؟!

صبا، فتاة تبلغ من العمر 26 عاما. جميلة، جامعية ومثقفة، رفضت جميع من تقدموا لخطبتها ولأسباب تكاد تكون مختلقة أحيانا، ونالت نتيجة هذا الرفض غضب الوالدين وعداوة الأقارب والصديقات، ونظرات مستفزة في مقر عملها أينما تحل، عدا مني أنا..!

صبا موظفة مجتهدة، معرفتي بها بسيطة جدا، نادرا ما كنت أتجاذب أطراف الحديث معها، أحيانا لضيق الوقت، وأحيانا أخرى لانشغالنا بأعمالنا. كنت استمع فقط لحديثها وحديثهن، واستنكر أحيانا ردود الأفعال الغريبة جدا تجاهها..! لم أكن أملك من الفضول ما يلح علي لسؤالها عن سبب الرفض. لم أوبخها يوما لرفضها كل هؤلاء الرجال. لم أطلق عليها مصطلحات مثل غبيه و(شايفه حالها) كغيري، كما لم أجد بها من الغرور شيئا، وأدهشني أن تطلقه عليها اقرب صديقاتها إليها..!

حدث ذات يوم أن كنت أحدث ابني على الهاتف على مسمع منها. كان يستأذنني الذهاب إلى إحدى الأسواق مع صديقه، وكنت أوصيه على الفتيات واحذره من التعرض لهن. فكان أن تساءلت بعد انتهائي عن عمره، عن مشاكل المراهقة، عن معاناتي معه وانتهت بسؤالها ..

- ماذا لو أحب..؟ وأخبرك بحبه وطلب منك التقدم للفتاة..؟!
كان سؤالها مفرحا رغم غرابته، فهو بعد لم يتجاوز السادسة عشر، وفور سؤالها تخيلت الموقف كما لو كان حقيقة. ابتسمت وأخبرتها أني بالتأكيد سأسعد له، وافرح باعترافه، وربما أشاركه الجنون و(نطلبها رسمي)..! ضحكنا، لكنها أردفت سؤالا آخر اشد منه غرابه..! قالت..

- ماذا لو كانت ابنتك هي من أخبرتك بأنها أحبت.؟! هل ستستمعين لها ..؟!
كان لسؤالها وقع الصدمة على نفسي لكنها اتبعت..

- ماذا لو أخبرتك انه زميل بالجامعة أو ابن الخالة؟ ماذا لو أقسمت أن حبها لا يزال دفين صدرها وأنها لم تنطق بمكنونه لأحد، لا له ولا لغيره؟ ماذا لو كانت تتمناه زوجا ؟ هل تساعدينها..؟!

أطلت بالسكوت..! لست أملك الإجابة، ولا ارغب حتى بمجرد التفكير فيها. وكنت سأطلب منها الحديث في موضوع آخر، لولا أن لمحت بريق عينيها ونذيرا ينبئ ببكاء..!
- صبا، ماذا بك؟ لم تبكين؟

- ماذا لو أحببت..؟! كيف أتصرف ..؟!
صبا ، كانت تبحث عن شخص يجيد التفكير والحكم والنصيحة، وأخطأت إذ ظنت أنها وجدته بشخصي، فلم أكن لها سوى عقبة أخرى في الطريق..! وكل ما أجدته هو محاولتي أن أسكت بكاءها كي لا يلحظها احد..!

ربما يكون ما أنا بصدد البحث فيه ضربا من الجنون..! ربما يكون ما وراء السؤال هو الجنون حقا..! ولكن ما دام قابلا للطرح، فهو قابل للبحث أيضا..!

- ماذا لو أحبت أختك رجلا..؟! ماذا لو طلبت منك المساعدة ..؟! هل تستمع لنداء قلبها وتسعفها ؟! بالتأكيد توجيه مثل هذا السؤال يبدوا استفزازيا لهذا سأتناول نفسي بالطرح ..!
- ماذا لو أحببت أنا ؟ كيف أتصرف؟

اعلم أني كامرأة لن اعدم الوسيلة، لكن ماذا لو أشرت لمن أحب بما أكنه له ؟! هل يصنع مني هذا التصرف حمقاء في نظر نفسي ؟! ومجرمة في حق أهلي ..! هل ينقص من قدري أمام من أحب ؟ وهل أملك الحق في أن أحب..؟!

- لم نملك قلوبا إذا ما دمنا لا نملك الحق في الحب بها..؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق