أحاول جاهدة أن أكون من أولئك الذين يوقدون الشموع !
لكني أجد نفسي رغما عني ألعن الظلام.. وألعن الظلام.. وأزيد في اللعن !!
لقد أطال البقاء.. واشتقت أنا للنور.. ولوطن النهار!!!

صباح الحب.. مساء الروعة

هل حقا كنت أرفض الاعتراف بالحقيقة ؟!


كنت ارتشف شاي الورد بالفانيليا، واستمع لأغنية sway عندما رن جرس هاتفي النقال..
- أم عبد الرحمن، تعالي تغدي.
- إن شاء الله
اتصال هاتفي من والدي الجالس في الغرفة المجاورة . خرجت فإذا بالأحبة مجتمعين..
- خالتي أبوي كتب مقالة، تبين تقرينها؟
قالتها ابنة أختي وهي تناولني المجلة " اضاءات " الصادرة عن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل. فتحت صفحة كانت مثنية، فإذا بالعنوان يصفعني " متى تفقدين أنوثتك؟ " قلبت الصفحة وإذا بأطباق حواء - وكأن لا احد يأكل سواها- الطبق الأول "حساء الفول النابت " وأسفل منه" سلاطة الجبنه". قرأتها بطريقة مختلقة جدا، "حساء فول البنات وسلاطة اللسان..!! "عندها توقفت للتفكير بما شغلني و قلب العناوين رأسا على عقب.

- ها خالتي شرايج فيها ؟ قريتيها؟
- لا للحين، أي صفحة؟
- الأولى

"إذا كنت مهموما" كان هو العنوان، والمقالة طويلة جدا وبخط صغير جدا أيضا- يضيف للهم هما- احتوت مجموعة من الوسائل التي من شانها أن تعين المهموم وتخفف من أحزانه. وانتهت بحوار دار بين إبراهيم بن درهم رحمه الله، وبين رجل كان قد مر عليه ووجهه ينطق بالهم والحزن.

- إني سأسألك عن ثلاث فاجبني، أيجري في الكون شيء لا يريده الله؟
- لا
- أينقص من رزقك شيء قدره الله لك؟
- لا
- أينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك؟
- لا
- فعلام الهم؟!!
كان سؤال إبراهيم الأخير جديرا أن أبحث له عن إجابة داخل نفسي. لم أجدها حتى اللحظة..!!
بالأمس في رواق الكلمة، لم يخل نقاشنا ونحن نحلل كتاب تاكسي حواديت من (القفشات اللطيفة ) التي تميز بها د.خالد القحص لخفة دمه، ورغم هذا خرجت مهمومة..!!

لقد أثقل قلبي ما ذكرته إحدى الأخوات عن رأيها في فتيات الكويت. كانت تستنكر اشتراطهن العمل عند الزواج، كما اتهمتهن بترجيحهن كفة التوافه من الأمور على تربيتهن للأطفال..!! وهي القشة التي قصمت ظهر بعيري وأوقعتني أرضا فأنطقت لساني. لقد شعرت بفورة الدم، وطالبتها عدم التعميم مرارا على الرغم من محاولاتها الدفاع عن رأيها الذي صرحت به، والذي عدلت عنه مشكورة بعد دقائق قائلة ( مو كلهم نصهم) ..!!

في الحقيقة، لا أدري إن كانت قد بنت رأيها هذا على ما تراه في محيطها أو أنها ربما قرأته في مجلة..!! كل ما اعرفه أني وجدت نفسي بين نارين. بين أن ارفع الظلم عن نساء الكويت في جلستنا هذه، أو أن اختلف إنا وهي أمام الحضور. وكان اعترافها بالنسبة لي كافيا لأقف عند هذا الحد، وان ختمت حديثها بـ ( المشكلة أننا نستاء حين ينبهنا الغير عن أخطائنا، ونرفض الاعتراف بها)..!!

كم يحزنني أن يلوح البعض برايات حرية الاعتقاد، وحرية الرأي، وحرية التعبير، متناسين أهمية أن لا ينالوا بحريتاهم هذه حقوق الغير..!! وكم يؤلمني أن يكون إلقاء التهم على الغير هي وسيلتهم الأولى والوحيدة ربما لتنزيه أنفسهم منها..!!

إن اتهامنا للآخرين بما ليس فيهم هو تعد على حقوقهم. وانتهاجنا التعميم لينال الاتهام من فئة بأكملها أو جنس بأكمله، هو تعد على الحقوق أيضا. والتساهل في لفظ كل ما قد يخرج على ألسنتنا من آراء وأحاديث، دون تنقيتها من الشوائب والأخطاء والزلات، سينال منا نحن ومن مصداقيتنا أكثر مما يناله من الآخرين..!!

فمتى نعي أن الكلمة سلاح ذو حدين، إن نحن نطقنا بها، التصقت بنا، ووجب علينا أن نكون على قدر من المسئولية لتتسع صدورنا سهام النقد البناء لها، لنعترف بعدها بخطئنا إن نحن أخطأنا، ونعتذر..!! متى نعي..؟!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق